بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ممارسة المرأة للرياضة ، ضوابطها ، وشروطها ، ومخاطرها
للرياضة فوائد
صحية ، ونفسية ، لا تخفى ، لكن لما كانت الرياضة في عصرنا هذا أصبح لها
طابع خاص : كان لا بدَّ من وضع ضوابط شرعية لهذه الرياضات ، ومن التزمت بها
كانت رياضتها مباحة ، ومن خالفتها صارت اللعبة عليها حراماً ، ومن هذه
الضوابط :
1. أن تكون ممارسة الرياضة بعيدة كل البعد عن أعين الرجال ،
سواء كان مدرباً ، أو أستاذاً ، أو طالباً ، أو إداريّاً ، أو مشاهداً ،
ولتحقيق هذا الشرط فإنه لا يجوز تصوير رياضة النساء ؛ لئلا تقع في أيدي
الرجال فيشاهدونها ، فيتخلف الشرط المبيح لممارستها لتلك الرياضة .
ولذا
كان الأفضل ، والأحسن ، والأحوط ، والأستر للمرأة أن تمارس الرياضة في
البيت ، دون النوادي ، والصالات ، والمدارس ، حتى وإن لم يكن في هذه
الأماكن اختلاط ، لأنها لا تأمن أن يصورها أحد الشياطين الذين يتصيدون ذلك ،
فيقع ما لا تحمد عقباه . وأما حيث يكون في هذه الأماكن اختلاط ، فلا يخفى
منعه ، كما بينا .
2. أن تمارس الرياضة بلباس محتشم ، فلا يحل لها ،
ولا للاعبات معها : لبس القصير ، ولا الشفاف ، ولا الضيِّق من الثياب ،
وهذا شرط عام في لباسها أمام الرجال ، وأمام النساء ، لكن يحسن التنبيه
عليه هنا ؛ لما يوجد من عدم تحقيق لهذا الشرط في كثير من الرياضات ،
النسائية ، والرجالية ، كما هو معروف من لباس السباحة ، والمصارعة ، وكرة
القدم والطائرة ، والسلة ، والجمباز ، وغيرها ، ويشترك في هذا الشرط النساء
والرجال على السواء ، وما أكثر نقض هذا الشرط وتخلفه في الجنسين .
3. أن لا يكون في الرياضة مقامرة ، ولا رهان .
4.
أن لا تؤدي الرياضة إلى خصومة ، وشحناء ، كما هو مشاهد ومعلوم من حال
الأمم والشعوب التي لم تكتف بالتقسيم الجغرافي للتفرقة بينها ، بل زادت
عليه بتقسيم الشعب الواحد إلى أنصار ومشجعين لنادي ، مع خصام ومشاجرات مع
أنصار ومشجعي النوادي الأُخر .
4. أن تمارس الرياضة في أوقات محدودة ، ولا يجوز أن تُشغل المرأةَ عن واجباتها الدينية ، والدنيوية .
5. عدم تشغيل الموسيقى أثناء التمارين أو اللعب .
6.
عدم التشبه بالكافرات في تسريحتها ، أو لباسها ، أو التسمي باسمها ؛ لما
نهينا عنه من التشبه الكفار عموماً ؛ ولما في مثل تلك الأشياء من تعظيم
أولئك الكفار .
7. أن لا تكون اللعبة قتالية فيها ضرب للوجه ، أو الرأس ،
ولا يكون فيها طقوس كفرية ، كالانحناء الذي يفعله اللاعبون قبل ممارسة بعض
الألعاب .
فإذا توفرت هذه الشروط : فيجوز ممارسة المرأة للرياضة ، مع
أننا ننصح الأخوات بأن يصنَّ أنفسهن ، ويحفظن أوقاتهن ، فلا يضيعنها في مثل
هذه الأعمال ، فصيانة المرأة وحمايتها تكونان في الالتزام بأوامر الله ،
والتي من أهمها : القرار في البيوت ، وعدم الخروج منها لغير حاجة ؛
امتثالاً لقوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) الأحزاب/ 33 .
وهذه
الضوابط والشروط يمكن للأخت المسلمة أن تتحكم فيها إذا مارست الرياضة مع
أخواتها في أماكن خاصة بهن ، مأمونة من اطلاع الرجال عليهن ، أو تسلق
المتطفلين عليها .
وأما تحقيق ذلك في المدارس والمعاهد والجامعات : فإن
هذا غير ممكن ، لذا كان إدخال مادة " التربية البدنية " سببا من أهم أسباب
التهتك والانحلال ، وانشكاف العوارت ، وموت الحياء ، ثم تكون الطامة
الأخرى بوجود مدرب أو أستاذ من الرجال ، ثم بوجود إداريين ، وهكذا حتى
تتطور الأمور لما هو مشاهد أصلاً الآن ، ومعلوم من حال كثير من الدول
العربية والإسلامية ، للأسف .
سئل الشيخ عبد الكريم الخضير – حفظه الله - :
إدخال
" التربية البدنية " في مدارس تعليم البنات بما لا يتعارض مع أحكام
الشريعة الإسلامية ، ما حكم إدخال مثل هذه المادة في تعليم البنات ؟ .
فأجاب :
المطالبة
بدراسة إدخال " التربية البدنية " في مدارس البنات : اتباع لخطوات الشيطان
، الذي نهينا عنه بقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا
فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) البقرة/ 168 ، وقوله جل وعلا : ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا
تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ )
البقرة/ 208 ، وقوله : ( وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا
مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) الأنعام/ 142، وقوله : ( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ
خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ )
النور/ 21 .
وقد بيَّن الله لنا أتم بيان أن الشيطان لنا عدو ، وأمرنا
أن نتخذه عدواً ، والشيطان حريص على إضلال بني آدم ، كما أقسم بعزة الله جل
وعلا قائلاً - كما ذكره الله عنه - : ( فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ) ص/ 82 .
وإذا رأينا ما فعله الشيطان بالنسبة لهذه الرياضة
المزعومة ، من إيقاع العداوة والبغضاء ، والصد عن ذكر الله ، مما لا يخفى
على أحدٍ ، ويكفينا ما مرت به الدول المجاورة لمَّا تجاوزوا أمر الله عز
وجل ، واتبعوا خطوات الشيطان ، فالخطوة الأولى : أن تلعب الرياضة مع الحشمة
، وفي محيط النساء ، ثم تنازلوا عن هذه الشروط شيئاً فشيئاً ، إلى أن وصل
الحد إلى وضع لا يرضاه مسلم ، عاقل ، غيور ، فضلاً عن متدين ، وإذا كان
الذكور مطالبين بالإعداد والاستعداد : فالنساء وظيفتهن القرار في البيوت ،
وتربية الأجيال على التدين ، والخلُق ، والفضائل ، والآداب الإسلامية .
فالذي
لا أشك فيه : أن ممارسة الرياضة في المدارس بالنسبة للبنات : حرام ؛ نظراً
لما تجر إليه من مفاسد لا تخفى على ذي لب ، ولا تجوز المطالبة بها ، فضلاً
عن إقرارها .
" فتاوى الشيخ عبد الكريم الخضير " ( 1 / 21 , 22 ) ترقيم الشاملة .
الإسلام سؤال وجواب